نفط
قفزة غير متوقعة في أسعار النفط تهز السوق العالمية.. أكثر من 12%
كتب بواسطة: فواز حمدي |

شهدت أسواق الطاقة العالمية تقلبات حادة مع بداية الأسبوع، بعدما قفزت أسعار النفط بنسبة تجاوزت 12% في رد فعل مباشر على تصاعد التوترات في المنطقة، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين وأعاد المخاوف من تأثر الإمدادات العالمية.
إقرأ ايضاً:انتقادات نارية.. أساطير الدوري الإنجليزي ينقلبون على محمد صلاح بشكل مفاجئ!iPhone Fold 2026: توقعات سعرية مرتفعة وتحذيرات من Jefferies بشأن الطلب المتوقع

جاء هذا الارتفاع اللافت في الأسعار بعد أيام من تصاعد حدة التوتر الجيوسياسي في منطقة تعد من أهم المراكز الحيوية لإنتاج وتصدير النفط في العالم، ما دفع الأسواق إلى التفاعل فورًا وبقوة.

وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا غير مسبوق منذ أشهر، بنسبة 12.6% ليبلغ 76.61 دولارًا للبرميل، في حين قفز خام برنت بحر الشمال بنسبة 12.2% ليصل إلى 77.77 دولارًا للبرميل.

الأسواق النفطية لا تتحرك فقط بالأرقام، بل تنبض بالحساسية السياسية والأمنية، وتترقب أي حدث قد يهدد سلاسل الإمداد أو يعرقل التدفقات المعتادة للنفط من المناطق المنتجة.

ويبدو أن المستثمرين لم ينتظروا نتائج حاسمة أو بيانات مؤكدة، بل اكتفوا بالإشارات الأولية لعدم الاستقرار كي يعيدوا ترتيب حساباتهم ويهرعوا إلى الملاذات الآمنة وعلى رأسها النفط.

الارتفاع الكبير في الأسعار لم يكن مجرد تصحيح مؤقت في السوق، بل عبّر عن موجة قلق أوسع تسري في أوساط المتداولين الذين باتوا يتخوفون من سيناريوهات معقدة تطال استقرار الأسواق.

وفي حين لم تعلن أي جهة عن تعطيل مباشر للإنتاج أو تصدير النفط، فإن مجرّد احتمال حدوث ذلك كان كافيًا لتحريك الأسواق بهذا الشكل الحاد والسريع.

يؤكد خبراء الطاقة أن السوق الحالية باتت أكثر هشاشة مما كانت عليه في السنوات السابقة، حيث أصبحت تتفاعل بعنف مع أي متغير أمني أو سياسي في المناطق الغنية بالموارد.

وتتداخل في المشهد عوامل كثيرة، من بينها المخزونات الأمريكية، ومستوى الطلب العالمي، والتوترات في شرق أوروبا، والضغوط على الدول المنتجة داخل منظمة "أوبك" وخارجها.

لكن العامل الأبرز هذه المرة كان العامل الجيوسياسي، الذي فاق تأثيره أي اعتبارات اقتصادية أو موسمية، وفرض نفسه كلاعب رئيسي في تسعير النفط على المدى القصير.

كما أن حالة الضبابية التي تلف الأحداث، وعدم وضوح مستقبل التحركات على الأرض، زادت من حالة الذعر في الأسواق، لتتحول التوقعات من الحذر إلى الاستجابة الفورية.

المضاربون في الأسواق، بطبيعة الحال، استغلوا الوضع لخلق موجات شراء واسعة رفعت الأسعار بسرعة لافتة، وسط مؤشرات بأن هذا التصاعد قد لا يكون الأخير خلال الأسابيع المقبلة.

الخبراء يحذرون من أن استمرار التوتر، ولو من دون تطورات ميدانية مباشرة، سيكفي لإبقاء الأسعار مرتفعة، وربما يؤدي إلى موجات جديدة من الارتفاع إذا تفاقمت الأوضاع.

وفي هذه الأثناء، تعكف الحكومات والمؤسسات المالية على تقييم تأثير هذا الارتفاع المفاجئ على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل ظروف تضخم لا تزال تُثقل كاهل كثير من الدول.

المرحلة المقبلة تبدو حرجة، وقد تعيد رسم خريطة سوق الطاقة العالمية، لا بفعل العرض والطلب التقليديين، بل بواقع سياسي متقلب لا يمكن التنبؤ بمآلاته بسهولة.