أبلغت حركة حماس الوسطاء في مصر وقطر استعدادها للقبول بالمقترح الأخير الخاص بالهدنة المؤقتة في قطاع غزة، دون إدخال أي تعديلات جديدة، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة مهمة ألقت بالكرة في ملعب إسرائيل لتحديد خياراتها بشأن المضي في اتفاق يوقف التصعيد العسكري مؤقتاً ويمنح مساحة لإطلاق مسار تفاوضي جديد. هذه التطورات تأتي في وقت تزداد فيه الأوضاع الإنسانية سوءاً داخل القطاع، مع استمرار الغارات ونقص المساعدات الغذائية والدوائية.
إقرأ ايضاً:انتقادات نارية.. أساطير الدوري الإنجليزي ينقلبون على محمد صلاح بشكل مفاجئ!iPhone Fold 2026: توقعات سعرية مرتفعة وتحذيرات من Jefferies بشأن الطلب المتوقع
تفاصيل المقترح الجديد للهدنة
المصادر الفلسطينية أوضحت أن المقترح ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مع إعادة تموضع القوات الإسرائيلية في مناطق محددة، وإطلاق سراح 10 مختطفين إسرائيليين. وفي المقابل، تبدأ مفاوضات لاحقة تتعلق بالمرحلة النهائية للاتفاق، بما في ذلك الإفراج عن أسرى فلسطينيين وبحث مستقبل إدارة القطاع. قبول حماس بهذا الطرح دون تعديلات يمثل تراجعاً عن مواقف سابقة كانت الحركة قد طرحتها وأدت إلى تعثر المحادثات في جولات سابقة.
ردود الفعل الإسرائيلية والدولية
الوساطة الدولية التي تشمل مصر وقطر وتركيا أبلغت الولايات المتحدة بالموقف الجديد لحماس، وهناك تحركات للضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات. في إسرائيل، تتباين المواقف بين أطراف ترى أن حماس تناور سياسياً لوقف خطة السيطرة على مدينة غزة، وأخرى تؤيد استغلال الفرصة لإنجاز صفقة جزئية تتيح الإفراج عن المختطفين الإسرائيليين وإنقاذ حياتهم. كما أشارت تقارير عبرية إلى دعم بعض قادة الأجهزة الأمنية لفكرة المضي قدماً في صفقة مؤقتة، بينما يرفض آخرون ذلك ويفضلون انتظار صفقة شاملة تنهي الحرب بشكل كامل.
الوضع الميداني والإنساني في غزة
على الأرض، تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في أحياء عدة من مدينة غزة، خاصة في الزيتون والصبرة، حيث تشن القوات هجمات جوية وبرية أدت إلى سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين، بينهم نازحون كانوا بانتظار المساعدات. كما ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى أكثر من 250 حالة وفاة، بينهم أطفال، في ظل عجز المنظمات الإنسانية عن تأمين وصول الإمدادات إلى الفئات المستحقة. الأوضاع الميدانية تفرض ضغوطاً إضافية على المفاوضات، حيث تزداد الحاجة إلى اتفاق يخفف من حجم المعاناة ويفتح المجال لوقف شامل للحرب.
قبول حماس بالمقترح الأخير قد يمثل نقطة تحول في مسار المفاوضات، لكن نجاحه مرهون بقرار الحكومة الإسرائيلية والضغوط الدولية المصاحبة. في كل الأحوال، يبقى سكان غزة هم الأكثر تأثراً، إذ إن استمرار القتال يعني المزيد من الضحايا وتفاقم الأزمات الإنسانية، بينما الهدنة يمكن أن تمنح أملاً مؤقتاً بوقف النزيف وتهيئة الأجواء لحل سياسي أوسع.