في قرار سعودي تاريخي أحدث جدلاً واسعًا بين فئات الشباب، أعلنت الجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية عن تحديث شامل لشروط الزواج من أجنبيات، في خطوة تهدف إلى ضبط وتنظيم العملية بما يضمن الاستقرار الأسري والاجتماعي. وجاء هذا القرار مصحوبًا بجملة من المعايير الصارمة التي تتعلق بالعمر، الدخل الشهري، والمستوى التعليمي، مما جعل الكثير من الشباب أمام تحدٍّ حقيقي بين الحلم والواقع.
إقرأ ايضاً:سلفة بـ25 ألف ريال خلال دقائق دون ضمانات أو تحويل راتب… اكتشف التفاصيل المفاجئة!صدمة للأهالي... قرار رسمي بمنع تسجيل عشرات الأسماء الجديدة في السعودية!
وفقًا للضوابط الجديدة، أصبح الحد الأدنى لعمر المواطن الراغب في الزواج من أجنبية 30 عامًا، فيما لا يجوز أن يتجاوز 70 عامًا عند تقديم الطلب، على أن يكون المتقدم حاصلًا على دخل شهري لا يقل عن 3000 ريال سعودي كشرط أساسي للحصول على تصريح رسمي. ويُعد هذا الدخل هو الفاصل بين القبول والرفض، إذ يشكل نحو 15% من متوسط الرواتب في المملكة، مما يعكس حرص الحكومة على ضمان قدرة الزوج على الإعالة وتوفير حياة كريمة للأسرة.
الجهات المختصة أوضحت أن أي تجاوز أو مخالفة لهذه الضوابط يعرض المتقدم للمساءلة القانونية. وفي هذا السياق، صرّح الدكتور فهد القحطاني، المختص في القوانين الأسرية، قائلاً: "الحصول على تصريح الزواج ليس خيارًا بل التزام قانوني، وأي مخالفة قد تترتب عليها عقوبات نظامية".
من جانبه، عبّر عدد من الشباب عن قلقهم من القرار الجديد، ومن بينهم أحمد الغامدي (28 عامًا) الذي يعمل براتب 2800 ريال فقط، وقال إن الشروط الجديدة تعني أنه "خارج المنافسة" حتى يحسن وضعه المادي.
ويرى الخبراء أن هذه الخطوة تأتي في إطار السياسات الحكومية الحديثة لتنظيم الزواج المختلط، مشيرين إلى أن الهدف منها ليس التضييق بل تحقيق التوازن والاستقرار داخل المجتمع، والحد من المشكلات الأسرية الناتجة عن عدم التكافؤ المالي أو الثقافي بين الزوجين.
كما توقّع مختصون أن تؤثر القرارات الجديدة بشكل مباشر على نسبة الزيجات من الأجنبيات خلال العامين المقبلين، مع احتمال انخفاض مؤقت في الطلب، مقابل تحفيز الشباب على تحسين أوضاعهم الاقتصادية والتعليمية قبل التقديم على الزواج.
القرار أيضًا يعكس توجه المملكة ضمن رؤية السعودية 2030 نحو بناء مجتمع أكثر وعيًا واستقرارًا، يعتمد على أسس قانونية واضحة في العلاقات الأسرية. ومع أن بعض الشباب اعتبروا الشروط "قاسية"، فإن آخرين رأوا فيها خطوة إيجابية نحو زواج ناجح ومستدام قائم على المسؤولية والقدرة المادية.
وبينما يستعد الآلاف لمراجعة خططهم الشخصية، يبقى السؤال المطروح: هل سيستطيع الشباب التكيّف مع هذه الشروط الصارمة أم سيؤجلون الحلم مؤقتًا؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.